في الثامن عشر من فبراير من عام 2011 ظهرت هذه التغريدة على خط بيان حسابي في تويتر:
“بشاعة اقتحام دوار اللؤلؤة بالمنامة تشير الى انحطاط مطلق في الاكتراث بقيمة الحياة البشرية وسلامة المواطنين الذين اجتمعوا سلماً #Bahrain #Feb14”
ويفصلنا عن هذا التاريخ عامين ونصف تماماً. ولا يفصلنا عن استمرار مسلسل ممارسات حكومة البحرين أي شيء. بقي الحكم على حاله، وازدادت ممارساته بشاعةً وشراسة.
وعلى أي حال، ففي يوم الغد، 14 أغسطس، يوم عبء الاثبات، وهو ليس على من ادعى، بل على من يُمارس. ولا يعنيني الآن، في هذه اللحظة من الزمن، اذا كان حراك 14 أغسطس يحمل اسم “تمرد” أم اي اسم آخر (ربما بسبب الحساسية المفرطة للمعاني التي جلبها وقع تمرد من الشقيقة الكبرى مصر). ما يعني كل المتابعين والمعنيين بحماية الحق في التعبير والحراك السلمي (التظاهر والتجمع) أن عبء الحماية يقع على السلطات وأجهزتها الأمنية- وهو ما أثبتت ممارسات السلطة عكسه تماماً خلال العامين الماضيين. بالنسبة للسلطات، مبدأ التعبير السلمي يعني أن لا تفعل شيئاً على الاطلاق، وعكس ذلك يستوجب الملاحقة والمطاردة والعقاب (الزميل نبيل رجب يقبع في السجن بسبب تهم تافهة تتمحور حول تغريدات أطلقه على تويتر).
لست متحفظاً على أي حراك سلمي على الاطلاق، فهذا ليس دوري. لكن عنف السلطة ضذ اي حراك يعنينا تماماً.
وهنا، فالدور الرقابي الذي تلعبه مؤسسات حقوق الانسان والعاملين فيها في البحرين، هو دورُ حرفي ينبغي رفع القبعة له، والاشادة برفعته وقيمته. لا صلة لي بالجمعيات السياسية في البحرين، ولا اقترب من الناشطين السياسيين فيها، وبالتحديد أولئك الذين رفعوا الأنخاب تحيةً لبشار الأسد في ارتكاب جرائمه ضد أطفال سوريا.