أطلقت المملكة العربية السعودية اسم “عاصفة الحزم” على الحملة العسكرية التي شنتها ليل الأربعاء 25 مارس/آذار ضد الحوثيين في اليمن. ومن شأن أن يكون لاسم هذه الحمة دلالةً على أن السعودية، وحلفاؤها الخليجيون، اتخذوا قراراً “حاسماً” بوضع حد للمخاوف من تمدد النفوذ الإيراني الى أبعد مما يمكن السيطرة عليه لاحقاً، بالنظر للعلاقات التي تربط تنظيم الحوثيين بإيران. والحزم معناهُ هنا، هو الشدة والقسوة الى حد الذهاب الى الخيار العسكري في مواجهة سيطرة الحوثيين المتنامية على أجزاء متتالية من جغرافيا اليمن (في الشمال منه على الأقل) وصولاُ الى بسط نفوذهم على أجزاء أخرى منه وصولاً الى جنوبه، حيث تحصن الرئيس عبد ربه هادي.
وفي أبعد الحدود وأدناها، لا يمكن تأييد خيار الحرب السعودي باعتباره منصة الخلاص لليمنيين لسببين؛ أولهما أن لا دليل توفر على الإطلاق أن جموع اليمنيين، من مؤيدي الخيار الحوثي أو من أشد معارضيهم، كان يرى في التدخل العسكري الخارجي حلاً مفيداً. وعلى هذا الأساس، وان كان الحوثي قد قام بشكل جلي وواضح بالاستيلاء على السلطة قسراً وعنوةً، فإن الاتجاه العام كان يفيد بأن اليمنيين لا يرغبون بمزيد من القتال وأن الحوار لربما كان مدخلاً. والسبب الثاني، أن الحرب السعودي لم تقدم شعاراُ واحداُ من شأنه أن يجعل الجمهور يلتف حولها، والحديث عن الجماهير وليس الحكومات التي يبدو أن الغالبية منها في المنطقة العربية تؤيده بل وعلى استعداد للمشاركة به. فمثلاً، فكرة أن الحلف السعودي قادمٌ لتحرير اليمن من براثن الحوثي الغاشم وإعادة السلطة الشرعية الى مكانها (والمقصود الرئيس عبد ربه هادي)- ليست فكرةً مقنعةً ولا جاذبة. أو أن الحرب هي عقابٌ للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لإفساده وتخريبه الأمور في اليمن، بعد أن كان اتفاقٌ خليجي المنشأ قد وفر له الحصانة، هي أيضاً فكرة بائسة.
الخيار العسكري السعودي في اليمن جلب معه أيضاً الأسطوانة الطائفية القائمة على دحر الصفويين، والرفضاويين وعملاء ايران في المنطقة، والمقصود بهم الشيعة والذين يُساكنُ جزءٌ منهم سُنة السعودية ذاتها. والحديث بلا حرج عن انتهازيي الوتر الطائفي العنصري التمييزي، هو بالفعل حديثٌ مخرج. تنتشر الآن على حسابات تويتر لمشاهير الدعاة الإسلاميين صورٌ لقيام الحوثيين بقتل أطفال السنة و غيرها.
لا يمكن دعم خيار السعودية العسكري
ولا يمكن دعم استيلاء الحوثي على السلطة قسراً وعنوةً
ولا يمكن تفهم موقف الرئيس هادي
لكن بالإمكان القول وبأبسط التقديرات، أن حرب عاصفة حزم السعودية لا تحمل أمطار الحرية والعدل والعدالة والمساواة، لأنها لو كانت كذلك، لكانت أمطرت هناك.. في السعودية