في الرابع من أبريل/نيسان الأسبوع الماضي، قال بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر أن شوارع عدن “تتناثر فيها الجثث في حين يخشى الناس مغادرة منازلهم”. وكان بيان اللجنة قد دعى الى “توقف” للأعمال العدائية لمدة 24 ساعة للسماح بتوصيل الإمدادات الطبية والمساعدات إلى المدينة والمناطق الأخرى المتأثرة بالحرب في اليمن، وسط قتال عنيف في عدن بين القوات التابعة لجماعة الحوثيين المدعومة من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأنصار آخر رئيس لليمن عبد ربه منصور هادي.
وانقضت الآن أربع أيام منذ أن انطلقت هذه الدعوة، في وقت لا يبدو أن هناك آذاناً صاغية لدى قوات التحالف الذي تقوده السعودية لالتقاطها. وبحلول اليوم تدخل عاصفة الحزم (الاسم الذي أطلقته السعودية على حملتها العسكرية في اليمن) يومها الرابع عشر في الوقت الذي كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد قال في وقت سابق بأن 549 شخصاً قد قتلوا ومن بينهم 217 مدنياً، وجرح حوالي 1707 بما في ذلك 516 من المدنيين؛ في دوامة العنف منذ 20 مارس/آذار الماضي. وتشمل هذه الأرقام الخسائر البشرية التي وقعت بسبب الحملة العسكرية التي تقودها السعودية.
ويُصدرُ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تقريراً كل ثلاث أيام أو أكثر عن حالة الأزمة في اليمن، يقوم فيه بتسليط الضوء على تفاقم الوضع الإنساني في البلاد نتيجة النزاع المسلح. وفي آخر تقرير للفترة من 31 مارس/آذار الى 3 أبريل/نيسان، رسم مكتب الأمم المتحدة صورةً تبعث على أشد القلق، لحالة احترام المبادئ الإنسانية وتلك المتعلقة باحترام قوانين الحرب. وذكر أن الأطراف المتنازعة قامت باحتلال اثنين من المرافق الصحية وخمس مدارس في حين شهدت عدن الاستيلاء على ست سيارات للإسعاف (من قبل أطراف الصراع) تم استخدام أربع منها في الأعمال العدائية في وقت لاحق. وبالإضافة إلى ذلك، فقد قُتل أربع من العاملين في الإغاثة الطبية – اثنين من سائقي الإسعاف واثنين من المتطوعين- في هذه الحوادث وهم من العاملين مع اللجنة الدولية الصليب الأحمر.
وشهدت عمليات النزوح الداخلي في جميع أنحاء البلاد تصاعداً مضطرداً، بينما يستمر القتال من شارع الى شارع والقصف بالطائرات وبالصواريخ. ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن التقدير الحالي (والذي يعتبر تقديراً في الحدود الدنيا) بلغ عتبة 100،000 من المهجرين داخلياً. ومع ذلك، فإن وكالات الأمم المتحدة أكدت مراراً وتكرارا أن الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في اليمن هي الرقابة على الأمراض الوبائية وايصال الأدوية العلاجية للأمراض المزمنة وتوفير وحدات الدم.
إلا أن تدفق المساعدات الإنسانية أيضاً يحتاج إلى إرادة سياسية من قبل أولئك الذين يملكون السيطرة الفعلية على الوضع. وفي 31 مارس/آذار، وذكرت وكالة رويترز أن التحالف الذي تقوده السعودية يقف حائلاً دون قيام تسليم اللجنة الدولية للمساعدات الطبية إلى اليمن. ودعا البيان الذي نقلته وكالة الأنباء إلى “إزالة عاجلة للعقبات التي تحول دون ايصال الإمدادات الطبية الحيوية اللازمة لعلاج المصابين بعد أسبوع من الاشتباكات الدامية والغارات الجوية”. إلا أن اللجنة الدولية عادت وقالت لاحقاً أنها حصلت على موافقة التحالف لإيصال المساعدات، في 5 أبريل/نيسان. إلا أن حجماً هائلاً من التحديات اللوجستية ينتظر فرق الإغاثة والعاملين على ايصال الإمدادات الطبية في جميع أنحاء البلاد.
ويوم أمس، قال متحدثٌ باسم منظمة الإغاثة الطبية الدولية، أطباء بلا حدود، في تصريح نقلته وكالة فرانس برس أن فريقها الطبي في عدن “لم يتلق أعداداً كبيرة من الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية، وليس بسبب عدم وجود الجرحى، ولكن نظراً للصعوبات التي تواجههم في محاولة الوصول الى المستشفى “. واشتكى الناطق من المعوقات التي تحول دون وصول أعداد أكبر من الفرق الطبية لليمن.