هم ليسوا أطفالاً في المقام الأول، بل ستة من الشباب الذين اختاروا الفيديو وسيلةً للتعبير عما يجري من حولهم، من وجهة نظرهم الخالصة والمستقلة والتي لا يحكمها أو يتحكم بمضمونها جهة. وتتركز طريقة عملهم بتقديم أعمالهم عبر مقاطع فيديو قصيرة تجول في قصص وحكايات اجتماعية ورياضية وسياسية. ويتميز أداؤهم بالإلقاء الجماعي (الساخر).
وآخر فيديو لهم كان ساخراً سياسياً ومُضحكاً الى درجة فظيعة. “السيسي جابنا ورا” كان الفيديو الذي أطاح بهم جميعاً خلف قضبان السجن في قاهرة المُعز، أو في حالها الراهن، قاهرةُ أهلها. وقبل ذلك تصاعدت وتيرة آرائهم الى حد انتقاد أداء وزارة الداخلية المصرية في تعاملها مع تظاهرات ما عُرف بـ تظاهرات الأرض يوم الخامس والعشرين من أبريل/نيسان الماضي.
http://www.youtube.com/watch?v=0u-kE6ENeNY
الديكتاتور لا يُحبُ الضحك.
وهكذا، تم القبض على أعضاء فرقة “أطفال شوارع” يوم الاثنين 9 مايو/أيار الحالي، وتوجيه تهم لهم تندرج تحت طائلة قانون الإرهاب. بسبب مقاطع الفيديو المذكورة. وهذا مُضحك لسببين: الأول أن الإرهاب عادةً لا يقف في منتصف شوارع القاهرة في وضح النهار أمام كاميرا هاتف خلوي ليقول لك “خذني”، أما الثاني، فهو أن الفيديو قُصد منه اظهار حالة البلد الراهنة من فساد وعبث، وبما أكده على وجه مطلق، اعتقالهم وزجهم في السجن.
كوكب الديكتاتور ليس ضمن المجرة.
وهو لا يرى في السخرية والدعابة والضحك أموراً مشروعة، بل يرى فيها افراطاً في استخدام قوة غير مشروعة ضد جدران حكمه الكرتونية. وهو (أي الديكتاتور) معجونٌ من طينة لا يتخللها الكريبتونايت أو حبيبات العدالة النووية، فيرى في نفسه هشاً وضعيفاً وقابلاً للتلاشي مع أي نفحة ريح خفيفة.
فرقة أطفال شوارع، هم جزءٌ من جيل حمل النور في عينيه (أو في كاميرا جهازه الخلوي ان شئتم) ولا يجوز أن يُلقى في ظلمة كوكب الديكتاتور. الضحك وسيلة مقاومة، لا نهاية لها.
(نداء تضامن مع الفرقة عبر هذا الرابط)